بعد مرور أكثر من 25 سنة على بداية حكايتي مع الانترنت و بعد كل ما واجهته من صعوبات و محن و بعد أن توجت مجهوداتي بنجاخات كبيرة كما قابلت انتكاسات أردت أن أشارك معكم حكايتي مع النت لعلها تكون منارة للبعض و لعل البعض الآخر يستخلص منها دروسا تجنبة الكثير من المصاعب.
“يعمل قليعي يحيى من مكتبه بمنزله أو من حاسوب محمول أثناء السفر، يتواصل مع فرقه، يدرب البعض في كيفية كسب المال من المنزل، يكتب مقالاته، يحضر حلقات نقاش و المؤتمرات، يقوم بكل هده الأنشطة التي تدر عليه المال و هو مستمتع أيما استمتاع بكل ما يقوم به.
كيف لا يستمتع و هو يرى ما زرعه طيلة سنوات بدأ يثمر و ما كان بالأمس حلما أصبح اليوم حقيقة معاشة.
ما ورد أعلاه كان قبل أن تتدهور حالتي الصحية و يحدث ما لم يكن في الحسبان…”
إليكم حكايي مع الانترنت
هده حكايتي مع الانترنت أقصها عليكم و لو بإيجاز و أتمنى من كل المستجدين أن يستخلصوا منها الدروس و العبر، فكهدا نتجاوز العقبات و نقتصر الطريق و نحقق أهدافنا بأقل ما يمكن من الآلام و الخسائر.
بدأ قليعي يحيى عمله على الإنترنت بدون سنت أحمر في جيبه، و لا حاسوب و لا حتى ربط بالشبكة العنكبوتية…
أنا ميكانيكي أعمل في شركة وطنية، متزوج ولدي ستة أطفال. لم يكن لدي الكثير من المال. راتبي كان لا يكاد يكفي لمستحقات العائلة اليوميه بدون دكر المتطلبات الأخرى كمصاريف التداوي، مصاريف الدراسة، و مستحقات العائلة في الأعياد و ما إلى دلك من المصاريف الجانبية الأخرى.
كنت دائم البحث عن طرق لكسب المال لدعم دخلي، تسديد ديوني و تحسين نمط حياة عائلتي و تحقيق الحرية المالية التي كانت حلمي الأكبر.
لنختصر الحكاية..
بدأت حكايتي مع الانترنت سنة 1997 من مقهى للانترنت لأحد الأصدقاء أحدثه مع بداية تغطية مدينة قفصة بالحنوب التونسي بالشبكة العنكبوتية. لم تكن لدي أي فكرة عن هدا الكائن الجديد إلا من خلال ما سمعته من أخبار متناقلة عما يوفره من إمكانيات هائلة للتواصل و كسب المهارات و كسب المال من المنزل و و و.
شغفي بكل ما هو جديد و قدرتي على التعلم و فهم الأشياء ساعدني كثيرًا في مشواري هدا.
اللحظة الحاسمة و اتخاد القرار
تعرفت على أول طريقة لكسب المال من الانترنت عن طريق الصدفة لما شاهدت إعلانا يروج للعمل على الانترنت و كسب المال. تعلقت بهدا الإعلان و بسرعة سجلت مع الشركة دون بحث و لا طول تفكير. لا زلت أدكر هدا.. العمل يتلخص في حصول كل مشترك على إشهارات ظمن رسائل إلكترونية، و المطلوب من متلقي الرسالة النقر على الروابط المجودة بالرسالة.
أمضيت مائات الساعات في النقر على الإعلانات، و الترويج لشركات الوهمية، و لمنتجات لا وجود لها، و ما إلى ذلك .. على أمل الحصول على بضعة دولارات، لكن النتائج كانت مخيبة للآمال لأني كنت أظن أن الحصول على المال من الإنترنت سهل كما يروجون له!
رغم كل التعب و السهر، كنت أسعى بلا هواده لكسب المهارات و الحصول على المال. في كثير من الأحيان يساورني قرار الإنسحاب.
ما أبقاني في عالم الإنترنت هو يقيني بأن هناك الكثير من الأموال التي يمكنني جنيها إذا ما اهتديت إلى سر النجاح.
مرت سنة كاملة و أنا أحاول إيجاد منفذ لمغارة علي بابا المتواجدة داخل هدا العالم الغامض لكني لم أفلح. العالم العربي ليس له أثر على الشبكة العنكبوتية لكي أطلب المساعدة أو أجد معلومة في المتناول.
المعلومات الجيدة متوفرة باللغة الإنجليزية فقط. تأكدت من أن النظام شغال و الكسب منه في المتناول غير ان الطريق المؤدية إلى هده المغارة صعب جدا و كنت و لا زلت أعشق التحدي و كان قراري.. “علي أن أجعل هدا النظام يعمل من أجلي”
الحلم الجميل
اختليت بنفسي لعدة أيام.. لا أعرف كم من يوم.. عجلة الزمن توقفت.. لم أعد أشعر بما حولي و لا أرى أي شيء سوى النعيم الدي ينتظرني في الجانب الآخر من هدا العالم.
بدأت أحلم و أحلم… و أحلم. كنت أعيش الحياة التي أحلم بها قبل حتى أن أبدأ العمل. كنت أعيش سعادة مع عائلتي لم أشعر بها من قبل. بدون أن أطيل عليكم كانت سعادة لا توصف و حلما ما اردته أن يفارقني.
كانت هده الأحلام تؤرقني. كانت بمثابة الوقود الذي يدفعني إلى الأمام. أصبحت أشعر بقوة لا يمكن قهرها.. فكيف السبيل لتحويل هده الأحلام إلى حقيقة.
كنت دائما أبحث على الحرية المالية و أرغب في أن يكون لي أسهم في عدة شركات لتحقيق إهدافي و حتى لا يكون المال عائقا أمامي.
لقد كرهت التداين و مللت التقطير. تؤلمني وضعية عائلتي المادية. كانت أهدافي آن داك بسيطة ألا وهي التخلص من الديون في ظرف سنة و تحسين ظروف عائلتي في السنة التي تليها. لم أحدد لا التاريخ و القيمة المالية التي أرغب في الحصول عليها نظرا للوضعية الصعبة التي أعمل فيها.
التحضير
المدة التي قضيها على الإنترنت و التجارب و المعلومات التي تحصلت عليها مكنتني من فهم العملية. لأبدأ العمل علي بمراجعة نفسي و تقييم معلوماتي و ضبط الأدوات التي علي توفيرها للعمل و ما إلى دلك.
كانت جلسة مصارحة مع النفس.. لأرى ما أملك من معارف و أدوات العمل، فما وجدت شيئا يستحق الذكر. المهمة صعبة للغاية و لا أقول مستحيلة لأن كلمة مستحيل غير موجودة في قاموسي.
لم أستطع إقناع نفسي بالعدول عن هدا الأمر فأسلمت أمري لله و توكلت على القوي الجبار و تذكرت ما قاله المتنبي.. “إدا كانت النفوس كبارا ***تعبت في مرادها الأجسام”
هاتفت صديقي صاحب مقهى الإنترنت و طلبت منه لقاء على انفراد فوافق. إلتقينا.. طلبت منه أن يمكنني من العمل بمقابل مخفض و يؤجل لي خلاص مستحقاته إلى وقت لاحق فقبل الإقتراح بكل سرور.
ضبط ساعات العمل
أشتغل في عملي اليومي بنظام الحصة الواحدة من الساعة 7.00 صباحا إلى الساعة 15.00 أضف إليها حوالي ساعتين تنقل دهابا و إيابا و بهدا يأخد عملي اليومي 10 ساعات يوميا فتتبقى 14 ساعة منها 6 ساعات نوم و 3 ساعات لقضاء شؤوني و النرويح على النفس، تتبقى 5 ساعات للعمل على بناء مشروعي و هدا وقت كاف جدا.
كسب المهارات
بدأ قليعي يحيى العمل بجد، نسيت ما معني وقت فراغ، نسيت مشاهدة التلفزيون، نسيت مقابلة الأصدقاء في كلمة واحدة نسيت العالم من حولي و انخرطت تمامًا في الجهود المتعلقة بالتعلم لبناء مشروع منزلي مربح من شأنه أن يغير نمط حياة عائلتي.
ما ساعدني كثيرا في التعلم هو إجادتي للغة الإنجليزية إلى حد ما. بدأت أقرأ و أنسخ المعلومات التي أصل إليها في مجال التسويق عبر الإنترنت. نزلت مائات الكتب المجانية.
سجلت في الكثير النشريات و الجرائد الإكترونية و مثلها في حلقات النقاش. في كلمة واحدة ما تركت شيئا و قعت علية عينايا إلا نزلته أو حفظته في الحاسوب. في دلك الوقت لم يكن هناك أثر للفيديوهات. مازلت الإنترنت في مراحلها الأولى.
كلما تقدمت في الحصول على المعلومات و المهارات زادت معرفتي بالمصاعب التي تقف أمامي. و زادت حكايتي مع الإنترنت تعقيدا. لم يكن في دلك الوقت الكثير من التونسيين قد دخلوا مجال التجارة الإلكترونية بعد ناهيك عن باقي الدول العربية التي لم تفكر أصلا في إدخال الإنترنت.
لم تكن هناك وسائل للتواصل الإجتماعي. مازلنا في عهد الويب1، فلا يمكن لنا التواصل مثل الآن. بعض الوسائل المتواجده آن داك هي البريد الإلكتروني، حلقات النقاش أو دور الدردشة. تبادل المعلومات يتطلب وقت. مع كل هده المصاعب و العقبات كنت تائها لا أعرف أي الطرق أتبع.
كان لدي الكثير من الأسئلة و ليست لدي أي إجابة على أي سؤال. من أين أبدأ؟ و الأهم هو كيف أبدأ؟ ما يجب علي القيام به، و كيفية القيام به، و أين أبحث، و ما الذي أبحث عنه و ما إلى ذلك. حتى أكون صادقًا، كنت ضائعا. كان تركيزي فقط على التكوين.
الإصرار و عدم الإستسلام لتحقيق الأهداف؟
في هده الفترة أيقنت أن الطريق الوحيد لتحقيق الأهداف هو كسب المهارات. كما أيقنت أيضا أن الحصول على المال ليس بالسهل و لكي أجعل هدا النظام يشتغل من أجلي و أحقق مكاسب علي بإنشاء موقع ويب.
مشكلتي أني أعيش في تونس و لا يمكنني الحصول على بطاقة ائتمان لشراء الكتب ذات الصلة عبر الإنترنت كما أن أدوات مثل استضافة الويب، المجيب الآلي و أسماء النطاق غير متاحة. باءت كل محاولاتي بالفشل الدريع.
مضت سنتين أو يزيد بقليل و أنا على هده الحال من الضياع و لكني استغليت هدا الوقت لكسب المهارات فكلما تقدمت في سلم المعرفة كلما ازداد حماسي لبدء العمل كلما تراءت لي تحديات جديدة كلما زاد إصرارى على التغلب عليها.
بعد فحص مدقق أدركت أن السبيل الوحيد للتغلب على كل هده المصاعب هو تعلم صناعة المحتوى. لم تكن الكتابة مهمة سهلة بالنسبة لي.
اللغة الإنجليزية ليست لغتي الأم. كنت أتحدث و أستخدم الإنجليزية في بعض المناسبات. أجيد القراءة و الفهم و لكن الكتابة و التعبير شيئا آخر. ولدت في تونس حيث أعيش حتى الآن، أتحدث و أكتب باللغتين العربية و الفرنسية.
قد تسأل لماذا لا تستخدم الفرنسية لبناء عملك؟ الإجابة هي.. بالتأكيد من السهل جدًا بالنسبة لي استخدام الفرنسية لبناء مشروعي عبر الإنترنت لكن العثور على منتجات و أدوات و معلومات مجانية غير متاح في المواقع الفرنسية.
الفرنسيون أنفسهم لا يزالوا في بداية الطريق. ببساطة مازالو مستجدين في هدا المجال. الكثير منهم يستعمل اللغة الإنجليزية لتطوير أعماله. زد على دلك الفرنسي بطبعه لا يعطي المعلومة مجانا. لذلك قبلت هدا التحدي و بدأت في تعلم اللغة الإنجليزية لتحسين مهاراتي اللغوية و القدرة على كتابة مقالاتي ورسائل المبيعات، إلخ..
تحقيق الهدف الأول و انبلاج الفجر
بدون مساعدة من أي طرف و باستخدام الأدوات و المعلومات المجانية المتاحة على الشبكة، بدأت في كتابة مقالاتي و إنشاء موقع الويب الأول الخاص بي باستعمال تطبيق دريم ويفر. (في هده الأثناء تم إحداث أول شركة إستضافة لمواقع الويب في تونس فبادرت بالتسجيل معها). كان موقعا بسيطا جدا غير أني كنت فخورا به كثيرا.
من هنا بدأت أجني بعض الأرباح من بيع كتب أتحصل عليها كهدايا عند التسجيل في القائمات البريدية (أتحصل معها على كامل حقوق التصرف) التي ضاعت لاستحالة فتح حساب بالبنوك الافتراضية على كل شعوب دول العالم الثالث آن داك. كما يمنع على البنوك التونسية قبول الصكوك الأجنبية دون الإستظهار بإثباتات لا أستطيع الحصول عليها.
حتى لا أطيل عليكم.. تغيرت الأوضاع و اشتغلت مع عدة شركات بالعمولة من أهمها aweber.com, sitesel.com، Amazon كما فتحت حسابا ببايبال .Paypal.com بطريقة غير قانونية و بدأت الأموال تتكدس في حسابي من بيع الكتب و التسويق المباشر و التسويق بالعمولة.
تحصلت على مكاسب جد مهمة غيرت حياتي و حياة عائلتي. بدأت أحلامي تصبح حقيقة، مرابيحي كل يوم في ازدياد مطرد و بدأت أهدافي تكبر فضاعفت من مجهوداتي. كيف لا أضاعف من مجهوداتي و أنا أرى أمام عينايا حسابي البنكي يتضخم يوم بعد يوم. أخدتني غفوة فلم أقرأ حسابا لأي طارئ قد يطرأ و حصل ما لم يكن في الحسبان.
المفجأة التي لم أقرأ لها حساب و لم أجد لها حلا.
تعكرت حالتي الصحية و دام مرضي قرابة السنة من جراء الإجهاد المفرط فتعطلت أعمالي وضاع مني الكثير. حصل هدا بسبب عدم إشراك أي أحد سوى كان من العائلة أو تشغيل أي شخص أثق فيه ليعينني في كثير من المهام و لينوبني في القيام بالعمل عند حدوث أي مكروه أو عند أخد إجازة.
لما أفقت من مرضي و رأيت أن ما بنيته في سنين قد تهدم في بضعة أشهر خاصة بعد غلق حسابي بالبنك الافتراضي هالني كل هدا فتعكرت صحتي من جديد و لولا ألطاف الله و إحاطة العائلة، لكان الأثر عظيما جدا.
الدروس المستخلصة من حكايتي مع الانترنت
* المشاريع لا تبنى بسهولة و الحصول على المال ليس سهلا و لكن بالعزيمة و الإلتزام تستطيع أن تقهر كل الصعاب. كل شيىء يمكن أن يتهدم في أي لحظة إدا غامرت مغامرة غير محسوبة و لم تأخد الإجراءات اللازمه في الوقت المناسب.
* قد تخسر كل شيىء في أي لحظة أو يضيع بأي طريقة من الطرق و لكن ما تستثمرة في نفسك لا يستطيع أي شخص أخده منك.
* قائمة حرفائك هي رأس مالك فلا تترك أي لحظة تمر دون إضافة شخص لها.
* عندما تخسر كل شيء ستبقى المهارات التي اكتسبتها و قائمة حرفائك، كن متيقنا أنك ستعود أقوى مما كنت علية.
حكاية قليعي يحيى مع النت عبارة عن خارطة طريق بها كل الخطوات التي تمكن كل مبتدئ من بدء عمله على أسس صحيحة. في أيامنا هده العمل على الإنترنت لعبة أطفال. كل شيء متوفر بضغطة زر، المطلوب منك هو اكتساب المهارات ليس إلا.
أحب خدمة الحرفاء لأنني أحب التفاعل مع الناس، ولهذا أيضًا أحب التسويق المباشر أو كما يسمنونه أيضا التسويق الشبكي. أحب التسويق المباشر لأنه يوفر فرصة التواصل مع الناس في أبسط وأنقى صوره.
أحب مساعدة الناس و تقديم المشورة. كل أصدقائي و عائلتي يأتون إلي من أجل هدا فكن واحدا من هؤلاء و اتصل بي في أي وقت تريد و ستجدني في خدمتك.
الحمد لله على نعمة الإسلام… “الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَـذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ”
هل أنت جاد في كسب المال؟التسويق الشبكي هو سلاح الفقراء بلا منازع! .. إدا كنت ترنو للحصول على مقعد بنادي الأثرياء فما عليك إلا التسلح بالعزيمة و الصبر و أن تثابر من أجل هدفك هدا. نندربك مجانا، نوفر لك التأطير و التوجيه، نقدم لك منتجات قيمة لشركات عالمية و ما عليك إلا العمل. نعم أستطيع أن أمدك بكل ما تريد لكي تحقق أهدافك و لكن لا أستطيع أن أعمل مكانك. و لكن مهلا.. ربما تتساءل.. ما فائدتك أنت وراء كل هدا.. الجواب.. التسويق الشبكي عمل بسيط لكنه ليس سهلا و لا يمكن لشخص بمفرده أن ينجح.. لدا، أنا أبحث عن أشخاص متعطشين للنجاح، أشداء، لهم عزائم من حديد، إدا قرروا نفدوا لبناء فريق يتكون من قادة عظماء. إدا توفرت فيك هده الشروط إتصل على الخاص. أهم 4 خطوات لبناء مشروع ناجح .. أولا معرفة أساسيات التسويق الشبكي، اكتساب مهارات النجاح، رسم خطة عمل واضحة المعالم، التسويق لمنتجات عالية الجودة و/أو الإستثمار في شركات عالمية دات مصداقية و سمعه حسنة مثل … توبان البيئة – أفينوك Avinoc لخدمات الطيران – زينيك تكنولوجي Zeniq technology المنضوية تحت شركة سفير زينيك |
ما رأيك؟
شاركنا نصائحك حول حكايتي مع النت.
يرجى ترك تعليق أدناه فأنا أتطلع إلى الاستماع إليك.